أسفي على نفسي هو بقدر أسفي على أُنثى
تربعت على عرشٍ فضيّعته
لتعلِن ندمَها ، و تَستوحِش إمارة بلا أمر
و ملكٌ بلا مملكة
أدركتِ الآن سيدتي ذلك الفراغ الشاسِع
الذي أورَثْتُهُ لكِ ، و تيقنتِ أنني
كنت في أجزائكِ، و كامل أرجائكِ المُهمة
و عَلِمتِ كم كنتُ مضيئاً في ظلامِك
و كم كنتِ تتغذين من روحي
و تستهليكين هلاكي بنشوة
و بتذوق حد التلذذ
أخيرا أدركتِ حقيقةَ وجودي
في حياتكِ القاحلة، و الجدباء
حيث تعاملْتِ بمعاملة تاجرٍ
توسّم ربْحاً فضفِرَ بالخسارة ليحاول جاهداً
استرداد ما كان يملكه يوماً..لكن هيهاتْ
هيهاتْ أن تسمعين ترانيم ما فات
أو تستلهمين مني عذْب الكلام بعد العذاب
أو سماح و إصفاح ببعض العتاب
فحضور، و عودة بعد الغياب
سرابٌ سيدتي ما تفكرين فيه سراب
تُرى كيف كانت رِحْلتُكِ بدوني
و إلى أي حدٍ كانت تُسْعِدُكِ أهَاتي و شُجُوني
و الى أي مدى تمَاديْتِ في الهَجْر
منتعلةً ما أُعاني من قهرٍ في أرض
كُلها أشواك محدبة و مدببة
تترصّدُني عُنوة و بإيعازٍ منكِ
لطالَما تَسَامَحْتُ و مَسَحتُ عنكِ
غبار خُبْثكِ الأنثوي فما زادَكِ ذلك إلا تمرُداً
و أَعْلنتِ كُفركِ و زندقتكِ بحبي
المنصاع لحبك..لينتشلني من عمقك كبريائي
مبعدا إياي عن خريطتك
التي أردتِ توسِيعها على أشلاءِ روحي
و نزيفَ قلبي المنجذِب نحوك بقصفكِ
سيدَتي ما تريدينه لم يعد صالحاً
لأن أعيده لك ، و لن يكون بوسعكِ استهلاكه
فلقد تم تعطيله من خلالك
و لن يتسنى لكِ إصلاحه
و لم تتركِ لنا فرصة لقاء بعد الجفاء
و لم يعد بإمكانك ترميم ما هدمت طباعك
فلقد ضاعت معالم ذلك التشييد الخرافي
ذهبت متعة التأمل فيه
و أنني أشفق عليكِ من مشاهدة
ما آلت اليه روحي
و ما أصبح فيه قلبي
لن يروق لكِ ذلك صدّقيني
فلعلك تتذكرين ملامحه الجميلة
و ما زلتِ محتفظة بصورته الأولى يوم أهديته
أو قد يتراءى لكِ أنها ضفرت به امرأة أخرى
لا سيدتي ..ليس من عادتي أن أهدي شيئا
لا يليق بأن يهدى..انني اتردد في التفكير
أن أهدي حتى وردة أسقط النسيم أحد أوراقها
فما بالكِ بقلب منكسر
النـً الحزيٍن ــًايِِ