في أيام من حياتكِ أراها في الغيب
أراكِ تقرئين حروفي، و تتبعي سطوري.. بدمع يحجب عنك القراءة
لتمسحيها… ،فتمتلئ مرة أخرى
و أنتِ مقترنة بغيري،و كم حاولتِ تجنب مكانا في ذاكرتكِ
يحمل اسمي ،و يحفظ رسمي، كنتِ دوما تخفقين في إبادتي منها
و كأنكِ تجدين في نكهة البن، أو التبغ بعد تعود
تجهشين بالبكاء.. تضعي كتابي جانبا، كي تستهلكين ما فيكِ من بكاء
حتى تتفرغي لما بقي من كلمات، تدركين جيدا أنها لم تكن لتخرج
لولا أنها مرخصة بالصدق من عمق روحي النازفة
العازفة دوما بنوتات حزينة
ذات موال طوييل
تتنهدي تنهيدة تحمل أنفاسي
و أنتِ تعيشين حياة منفصمة بين روح لي، و جسد سكن بنيانه غيري
نوافذه مغلقة بإحكام.. أصبح زجاجه غبار يمنع أي ضوء يمكن أن يتسلل داخله
هجرتهَ صاحبته، أو سكنت زاوية منه ، فأعتكفت فيه في حياة بإقامة جبرية جبارة
يا ربي… لا زلتِ تبكين، و أنتِ تستحضرين أمامكِ جنوني ، و شغبي و بسماتي
و ضحكاتي مع نظراتي التي ما وصلت فيها الى حالة إشباع، و تسمعين صوتي
و أنا أدندن لكِ دندناتي الحزينة ، تنصتين بإمعان
و تبتسمي لتدندن فيكِ بسعادة حد الغبطة
تغمرك بتصفيق أنحني لكِ فيه من على منصتي
فتحتضني أوراقي
يسافر خيالكِ ليقلب صفحات لا تزال تحتفظ برونقها
تستنشقي عبيري عبر تعبيري
فلا تشميه في غيري ، و تلامسي روحا كانت تطوف بكِ بخصال البحر
في امتداده و ارتداده
و حتى زرقته الممتزجة بلون السماء، و بهديري و أنا اصفع صخورك بأمواجي
أأةةةة لو كان هناك عقد قران أخر
بين روحي و روحكِ، ما كنت خسرت شيئا
و لرضيت بما أفقد فيكِ
و أنتِ في حضنه تشمين عطري، و يتراءى لكِ سطري لتغمضين عينيك
و تراوغي مشاعركِ.. أنه أنا
تتقلبين بين قلبين ،و لا تقبلي إلا أن تجعليني شريكا بما تركت فيكِ
من حنين لا تمحوه الأيام و لا السنين
أسمعكِ الآن تقولي: يا له من مجنون كيف استحضر الغيب
و لامس بجنونه برزخا بيني و بينه فعبر لشغاف قلبي
و نسيتِ أني أعرف أن ” قدري لا شئ فيه وصل إلا أنفصل
أأأسف فصل
هي إعادة تشغيل لقراءة السطور الأولى
و تمرير الفأرة على بعض الصور
كافية لقراءة باقي القدر
روحكِ لن تكون لغيري
و جسدكِ إن لم أفلح في جمعه يبقى جسد
الـنـايــ ...