في البدءِ لم أكنْ زانياً
أو زنديقاً . . أو فاسقاً
أو فاجراً . . كفَّـارا
لمْ أكن ضائعاً في التيهِ
أو مذبوحاً بالوهمِ
لمْ أكنْ أملكُ في الأمرِ اختيارا
لكنَّـها . .
ولمَّا كانَ رفضُ أبيها
قاطعاً
صارماً
بتـَّارا
ولمَّا كانَ موغلاً في المنعِ
ولمَّا اشتدَّ الحصارا
ولمَّا كانَ حبُّنا
عويلاً صارخاً
وفي القـلبِ همهماتٍ
وسُعارا
وارَبَتْ لي شبَّاكها
شارعاً صَدره
يسكنهُ الشوقُ مثـلنا
ويصرَعهُ انبهارا
فالتقينا
جمَرتينِ حارقَتينِ
قطرَتينِ عنيدَتينِ
وانصَهرْنا انصهَارا
وذوَّبْـنا في الدم ِ
أعـرافـنَا
تقاليدنَـا
أخْلاقنَا
وذوَّبْـنا دمُوعـنا الحيَارى
وغالبْـنا الدّوارا
وحوَّلنا العفـَّة عارا
وانفَجَرنا شظايـَا
وتَـكسَّرنا مَرايـَا
فلمْ تعدْ . . لآهاتـنا جدوى
ولمْ يعدْ للأمَاني اعتبارا
فيَا أبَاهَا
كمْ كُنتَ كريماً معي
جئتُكَ بالبابِ
فألفيتَ استرَاقا
* * *
الٌــنـْـايِ