عزف الناي جمالكِ يجعل مشاعري تنقاد برغبة
و بسكون لطيف نحوكِ
و ما أروعه من إقتياد تتحرر فيه روحي
بإنطلاق جواد بري يحاول أن يسبق ظله
إني اسمع ترانيم صمتكِ بكل مقاماته على إيقاع عينيكِ
و زقزقتها التي تجعل روحي مرجا أخضــرا
يعج بفراشات البهجة و عصافير الفرح
تنصب أعشاشها في الأماكن البعيدة داخلي
إنها جمالية الصمت التي تمزج الرؤية بالسمع بإستمتاع
و كأني في رحاب إنشاد تطرب له نفسي و تستكين أمنياتي و أحلامي
و قد أكتشفت أنكِ النغمة الثامنة
التي لم يكتشفها أحــد بعد في عالم و علم الموسيقى
مهلا حبيبتي
أحتاج أن أجعل مساحة أكبر
حتى أستطيع إحتواء هذا الإنتشاء الذي اتعرض له منكِ
و أستوعب روعتــكِ و هي تحدث في داخلي رقصة مشاعر
تهز خصرها طربا
بحاجة يا حبيبتي أن ألقن روحي تنهيدة غبطة
قبل أن أمد يدي لأوتار شعركِ
عسى أن أتعلم عزف الناي بنغمة الحرف
و بكل الطبوع العشقية من مصدرها
ما العود إلا حالة إحتضان ألة وترية وجدت
لتترجم رقتكِ الشمالية
تخترق الأسماع لتستقر في القلوب
بنوتات وترية تبيد كل إنزعاج أو توتر
و ما الكمان إلا تعبيرا عن حدة حنين و أنين
منبثق من رجفة إشتياق شاق
أحاط إنتظاري المزمن المتصدع من صرخة كانت داخلي
إتخذيني قوس لأعزفكِ ناي
يطرب له الروح دون سمع
دون رؤية
دون لمس
دون شئ يا كل شئ
و مفتاح رابع أنتِ في الطرب كان مفقودا
تتفتح من خلاله قريحة السماء
لتمنح الأرض لونها الأخضر
لتمنح الروح لونها الأبيض
لتمنح القلوب عشقها الوردي
و تسترد الأحلام عافيتها من جديد
و تجف الوسائد لتتخلص من عيون نازفة ألما
متعة تأملكِ تجعلني أؤمن أن من قال أن الأحلام ماتت فقد كفــر
كلما حل الليل حلَق خيالي بجنون
و أسترسل فيكِ الشوق و الوجد
الذي يهزني إليكِ عنوة ،و يحولني إلى كيان هلامي
يمتطي صهوة الأثير ليأخذني فيكِ
{ أتخيلكِ }
أتصوركِ كما لو كنتِ أمامي
فأراكِ تفكين تلك الجدائل
و ترمقين المرأة بإنتشاء
حينما تتحسسين وجودي محيطا بكِ ألمع ليلكِ
أراكِ تستدرين و وجهكِ عالقا بالمرأة
تهوي نظرتكِ ببطئ حتى قدميكِ
و كأنكِ تحاولين أن تطمئني على مفعول سحركِ
و إتساع بحركِ
أسمع حتى صهيل أفكاركِ الصاخبة
من سؤال يلح عليكِ بغطرسة
أي شئ قد ألمسه فيكِ أولاً؟!
أهو شعركِ حينما أمشطه بأناملي
أم تراه خدكِ سيتصدر لمسي قبل أن تتلقى أذنيكِ همسي
أو هل ستكون يديكِ أول الاشياء التي تصافح كف روحي
يخترق أذني اللحظة سؤال يراودكِ بشدة عن مكان إقامة عيني
حينما تحط لرؤيتكِ
على عينيكِ
أم على شفتيكِ
أم على حديقة بهائكِ لأقطف ما أشاء من ثمار جنتكِ
تتساءلين:
الى أي مدى سيعجبني الفستان الوردي الذي ترتدين
ربما تنورتكِ البنفسجية أحلى
لأ
يبدو أن اللون الأحمر أروع
و يعجبه أكثر
لتهتدين الى فكرة أن ترضيني
بأن تلبسي كل الألوان التي تمتلكينها داخل خزانتكِ
لا زلت أرقبكِ بخيال باسم و مشرق
و نحن متورطان في لهفة الروح التي تجعل أحلامنا تنسجم
و تلائم مطامع مشاعرنا العطشى
و نحن نتجسس على بعض دون سمع
و دون بصر
و أحضنكِ بلا لمس
أغازلكِ و تسمعيني بحديث أعمق من أن يكون همس
أني بقربكِ و فيكِ ببصيرتي فحسب
دعيني أستعير منكِ يدكِ ألمسكِ بها من محيطكِ إلى خليجكِ
دون خوف أو خجل
لتكوني مملكتي
و ملكتي
يا ملاكي الأوركيدي
كلما حل الليل حلَق خيالي بجنون
بعد حين سأستسلم للنوم
يأخذني كأنتي بلطفه المعتاد
لكن قبل ذلك
أريد أن أسلمه وثائق حلمي الأخضــر
و بعض صور مقتطفة
و مختطفة من عمق الأمنيات الهاربة و الفارة
التي لا يمكن أن تكون إلا مجـــرد فلتة أمنيات
صور مأخوذة من علو شاهق
لروح تشهق حبا
و تسحق عشقا مبتور الوريد خلقة
أحلام بذخيرة مطاطية ميتة لا حيَة
لعله سيصادق عليها الليلة
فألتقيــكِ
فالنوم هو النافذة الوحيدة التي يمكن أن نلتقي فيه دون خوف
بعد قليل سأرتدي سترة النوم
و أختفي عن الأنظار
ربمــا أتسلل إليكِ تحت جنح حلم
لقائي بكِ فيه لأ يشكل عليكِ أي خطر
لأطيل تأملي عبر زجاج نافذة غرفتكِ
حلم تتحقق فيه مأربي
و على أي جهة تنامين
كيف تتقلبين على فراشكِ
كيف تحتضنين وسادتكِ تلك
و شعركِ يغطي نصف وجهكِ الممتلئ براءة
و براعة جمال يستفزني
فأذكر الله كثيرا
حلم يتسنى لي من خلاله أن أدقق ما يتواجد في غرفتكِ
أرى حقيبتكِ البنية الصغيرة
أعد كم دبدوب تمتلكين
أنواع عطركِ
و علب الماكياج
و أي نوع من الصور تزينين بها جدران غرفتكِ
حتى ما تمتلكين من أشرطة غنائية
حلم تكون فيه المواجهة حاسمة بحماسة
هذا العشق الذي يؤزني
و لولا قطار النوم ما أستطعت الوصول إليكِ
لا تحزني حبيبتي بالنوم وحده ننزع أصفاد قدرنا البائس
و به نستنشق بعض
أني أخذ نفسا عمييييييييييقا منكِ
فأستنشقيني
شفافية الماء أنتِ
بإنسيابه
بعذوبته
و بكل العطش الذي يجذبنا نحوه و نحن نعاني اللهفة
نعاني الجفاف
نتطلع لجرعة منه كي يتلاشى داخلنا الجفاء
مثل الماء أنتِ تجعلي كل شئ حولي حيا
أترصد سحب حنانكِ لتنهمر عواطف بعواصف ناعمة كالحرير
أعشق أن أتعرض له ليغمرني رذاذه
أتبلل
أغسلني
أشعر بتلك الرعشة الباردة التي تنعشني ،و تطفئ النار بالنار
فأستمد من لهبها نورا يحوطني لأكون نور على نور
بعدما كنت قبلكِ ظلام على ظلم
تشبهين الماء
و السماء
و تحملين الكثير من إتساع الفضاء
ِمثل الماء أنتِ لا يمكن إلا أن تنساب من الأعلى كالمطر
كالشلال
تجعلي الأنهار تمتلئ
تلبسين الأرض لونها الأخضر
و توزعين باقي الألوان على وجهها
فالرغيف ماء
العطر ماء
الخمر ماء
الحب ماء
الحلم ماء
حتى القبلة ماء
كل شئ فيكِ ماء
لا شئ أمتلكه إلا الإمتثال أن أقرأكِ
و أرسمكِ بشفافيتكِ في لوحة تحاول أن تسع ألوان رقتكِ
التي حولت خشونتي و فضاضتي لوداعة
على إثر تذوق مختلس من عمق حلم
هو ملح الحياة
أيها الماء إنكِ تثير في كواليس مشاعري و افكاري
يتدفق مثلكِ
ينساب مثلكِ على أوراقي
و ما عدت على قدرة على كظم أفراحي
و لا كبح غبطتي
أحسد كتابا بين يديكِ بقي على صدركِ
بعدما أخذتكِ غفوة النوم
و ما كنت حاسدا لأحد أنعم الله عليه بنعمة
و ما حملت في قلبي للجماد يوما نقمة
أغار من سوار على معصمكِ
و من قلادة ذهبية تحيط بعنقكِ فتخنقني
أغار من كل الأشياء التي حولكِ
و لا حول لي في أن أمنع نفسي من ذلك
كم أحبكِ يا من تشبه الماء
سؤال لن أجد له جواب لكنني سأفكر كيف يكون الكم
{ النايـ E