وَالْصُّمُووووّد
وَانّي قَادْرَ عَلَى تَغْيِيْر مَلَامِح الْحُزْن بِي
اكْتَرَث كَثِيْرَا لَمَّا اصَابَنِي
وَرُب الْبَيْت الْحَزَن كَان اقْوَى مِّمَّا ظَنَنْت
وَكَانَّه جَبَل مُؤَصِّد بِنَار لاظيَه
تُسَعَّر كُلَّمَا مَرَّ ذِكْرَاهُا
او لَمَحْت طَيْفَهُا
ارْكُن بِتِلْك الْزَّوَايَا الْخَرِبَه مِن الْفَرَح الْمَهْجُوْر
ابَحْث عَن مُنْقِذَا يُخْرِجُنِي مِن ذَلِك البُوْس
وَاخِاف عَلَى مُنْقِذِي ان يُصَاب بِالَعَدُّوه
وَبَاء الْحُزْن شَرِس
يُصِيْب كُل الْتَّفَاصِيْل
وَيَنْهَش بِّي بِكُل الازَمِنْه
وَاجَمَل مَا بِه انَّه وَفِيْ
لَا يُفَارِقُنِي وَلَا اعْتَقَد حَتَّى انْدِلاق الْرُّوْح الَى بَارِئِهَا
وَاتَهَندُم كَعَادَتِيْ
لِأَرْتَدِي مِن جَلَابِيْب الْحَزَن مَا تْضِيِق بِه الِانْفَاس
وَارْتَب حَقَائِب الْعَوْدَه الَى مَدِيْنَتِي الْمَهْجُوْرَه
بِهَا الْكَثِيِر مِن سُفُوْح الْوَجَع
وَتِلَال حُزْن تَمُرّغ بِهَا جَسَدِي اعْوَام طُفُوْلَتِيْ
وَعَلَى شَوَاطِئَهَا اقْضِي الْبَاقِيْ
اجِد غِيَاب لَسَّوَاحِل الْحُب وَالْفَرَح
وَزُرْقَة بَحْرِهَا الَّتِي اذْكُر بِهَا غُموْضُهُا
مَدِيْنَة احَادِيثِهَا لُجَج مِن سَعِيْر وَعَيْنُهَا اكْوَام دُخَان
آَن لِي ادْخُل عَالِم الْنِّسْيَان
لَن تَجِدَونِي الَا بَيْن مَرَافِيْء الْذِّكْرَىْ
وَسَاحْجِز لِي مَقْعَد الَى مَدينَةِ الحَزن
بِهَا قَضَيْت طُفُوْلَتِيْ وَالَيْهَا سَأَشْدُو عَزْمِيْ
وَاقْضِيْ الْبَاقِيْ مِن الْعُمُر بِهَا
سَّاطْلّب لُجَوْء قَهْرِيْ الَيْهَا
اذْكُرْهَا جَيِّدَا
قاسّيه جَدَّا جَدَّا
بِيْ مِن الْوَجْع مَا يَبْنِي ادَوْار عَالِيَه
وَبِيْ مَن الْالَم مَا يُشَيِّد قُصُوْر
سَتَبْقَىْ الَىْ اخِر الْرَّمَق الْاخِيْر مُصَاحِبَه لَيْ
وَهُنَاك سارِمّيْ بِجَسَدِيْ الْمُرْهِق
حَتَّى تَبْتَلِعُنِي حَرُوْفِي وَتُحْتَضَر انْفِاس الْمَشَاعِر
وَالْفَظ لَحْنِي الْاخِيْر وَالَّذِيْ سَيُلْجِم بَعْدَهَا لِّسَانِي
مِن الْتَّشَبُّث بِاحَد مِن بَنِيْ الْبَشَر
ياْاهلّيْ اسْتَعَدو لِمَرَاسِم الْعَزَاء
غَسِّلُوْنِي بِمَاء ذِكْرَاها حَتَّىْ ادَّفَأ مِن بَرَد الْعَرَاء
اقَطْرو عَلَيْ بِعِطْر الْشَّوْق الَيْهاّ
وَوَدَّعُونِي بِاحْلام الْلِّقَاء
وَاحْمِّلُوْنِيْ الَىْ حَيْث مَرْقَدِيْ الْاخِيْر
هُنَاك الْسُّكُوْن وَتَحْت اتَرِبَة وَجَعُه سَاكْوُن
وَقَبْلَهَا صَلَو عَلَيْ وَامَنّو
وَاخْبَرُوها انّيْ وَانَاّ
فِي لَحْد حُزْنِيْ سادْعُو لَهاّ